ما بعد الصحوة
ما بعد الصحوة
Regular price
LE245.00 EGP
Regular price
Sale price
LE245.00 EGP
Unit price
per
كان على الصحوة أن ترتكب الأخطاء أولاً، ثم تنتقد ذاتها ثانياً، لكي تتحول من الانغلاق إلى الانفتاح، ومن ثم تدخل زمن ما بعد الصحوة. وقد ارتكبت الصحوة أخطاءها عبر المبالغة في توظيف مقولة "سد الذرائع"، وهي مقولة تميل إلى أخذ أصعب الخيارات في أي مسألة خلافية، مثل حجاب المرأة أو قيادتها للسيارة (أو أشباه لهما كثر، عرضناها في الكتاب)، حيث رأت قيادات الصحوة أن هذه مسائل ليست اجتهادية وأن فتحها للخيار الاجتهادي يفتح ثغرات في الإسلام، يتسلل منها التغريب والعلمنة، وسوف يرون أن التشدد فيها هو الحصانة المعنوية التي تحمي الأمة، ولهذا شنّت الحروب على كل من تسامح في هذه الأمور، مع تخويف الناس من أهل الإباحة، وكأنما هي إباحية، وجرى تشويه صور هؤلاء وخلق جو من التوجس منهم، وكان هذا هو أقوى أسلحة الحشود الصحوية في ممارسة الاحتساب عبر الضغط لتحقيق المعاني الاحتسابية بصيغتها التشددية، وكأنما هي معركة بين الدين والعلمانية، وليست بين رأي فقهي ورأي فقهي آخر، مع إغفال مفهوم خيار الأيسر – حسب النهج النبوي. وكان الظن أن هذا تحصين ذاتي يحمي المريد من التفريط في دينه وأمانته، لكن هذا هو ما فتح الباب على الصحوة حيث ظل المريدون يكتشفون مرة تلو مرة أن التوجسات المغروسة فيهم لم تكن صحيحة، وصاروا يلاحظون أن الرأي الفقهي يقوم على سعة معرفية لا تحدها رؤية فردانية قسرية، وساعدت مواقع التواصل على كسر الاحتكار في الفتوى وفي الفئة وفي الخطاب، ومن ثم دخلت التعددية والتعرف على المختلف، فتفككت الحشود لتقوم الأفكار بديلاً عن القوة الحشودية، وجاء زمن "ما بعد الصحوة" وهو أطروحة هذا الكتاب
تأليف : عبد الله الغذامي
عدد الصفحات : 160
مقاس الكتاب : 21*14
الفئة العمرية : الكبار
الترقيم الدولي : 9789953687339
Shipping Weight (g) :